شرح كتاب بهجة قلوب الأبرار لابن السعدي
شرح حديث من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه
الحديث الثاني: عن عائشة اسم> -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رسم> من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه متن_ح> رسم> وفي رواية: رسم> من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد متن_ح> رسم> متفق عليه .
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، قال -صلى الله عليه وسلم- رسم> من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد متن_ح> رسم> متفق عليه بهذا اللفظ.
وفي رواية لمسلم: رسم> من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد متن_ح> رسم> هذا الحديث فيه النهي عن الإحداث، وعن الابتداع في الدين، وعن إضافة شيء إلى الشريعة، وهو ليس منها؛ وذلك لأن شريعة الله تعالى كاملة فلا تحتاج إلى إضافة، ولا إلى تجديد شيء، ولا إلى تحسين أو زيادة أو تغيير أو نحوها.
قد أخبر الله تعالى بأنه أكمل الدين أنزل على النبي محمد اسم> -صلى الله عليه وسلم- في آخر حياته قوله: رسم> الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا قرآن> رسم> أخبر بأنه أكمل الدين؛ وإذا كان ديننا كاملا فلا يحتاج إلى إضافات ولا إلى إحداثات، وقد كان النبي محمد اسم> -صلى الله عليه وسلم- يحذر أمته من البدع فيقول: رسم> وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة متن_ح> رسم> (المحدثات) هي الأمور المستجدة في الدين التي ما أنزل الله بها من سلطان، وهي بلا شك من وضع البشر؛ من محاكاة الأفكار، أو من زبالة الأذهان يضيفونها إلى الشرع، والشرع غني عنها فشرع الله كامل لا حاجة به إلى أن يضاف إليه شيء ليس منه؛ فمن أحدث فيه ما ليس منه فإن ذلك مردود، ويعم ذلك المحدثات في العقائد، والمحدثات في الأعمال، والمحدثات أيضا في الأقوال التي تنافي مقتضى الشرع، وتنافي أهداف الدين الإسلامي؛ فإن كلها يصدق عليها أنها محدثات وأنها مردودة إلى من ابتدعها وانتحلها.
مسألة>